أشهر المدن الزراعية في تركيا كثيرة ولكن هناك مدن تشتهر ببعض المزروعات عن غيرها كون مساحة تركيا كبيرة ومتنوعة المناخ. فنجد فيها المناطق الساحلية الدافئة والأخرى الباردة وكذلك المناطق المنخفضة والأخرى المرتفعة. وهذا التنوع مفيد جداً في تحقيق الأمن الغذائي. لذلك تعتبر تركيا من الدول القوية التي تسعى أن تكون من أقوى الاقتصادات في العالم. وصادرات تركية الزراعة تعدت المحيط التي تعيش به ليصل الى كل مكان في هذا العالم. مما جعل من تركيا كيان زراعي يحترم. وفي مقالنا هذا دعونا نذكر أهم المدن الزراعية في تركيا حسب تصنيفها من حيث الزراعة.
أشهر وأهم المدن الزراعية في تركيا
1- مدينة قونيا
تعتبر من أكبر المدن الزراعية في تركيا وتشتهر بزراعة المحاصيل الحقلية وعلى رأسها القمح والشعير والذرة. وهي تمثل المصدر الأول للحبوب في تركيا. حيث أن مناخها لا يصلح إلا لزراعة الحبوب. حيث أن مناخها حار ممطر صيفاً وشتاءها بارد مثلج وهذا المناخ مناسب لزراعة محاصيل الحبوب وعلى رأسها القمح. والقمح في تركيا يعتبر سلعة نادرة وبالرغم من زراعة تركيا لمسافات شاسعة من القمح إلا أنها لا تغطي كافة احتياجاتها من القمح وتضطر الى الاستيراد من روسيا كميات كبيرة. كون الشعب التركي عاشق للخبز ويستهلكه بكميات كبيرة جداً.
2- مدينة أنطاليا
مدينة ساحلية تقع على حوض البحر الأبيض المتوسط فيكون مناخها حار رطب صيفاً ومتوسطة البرودة بالشتاء. لذلك هي من المدن المشهورة في تركيا بزراعة الخضروات بجميع أصنافها الورقية والثمرية والجذرية. لهذا السبب يطلق عليها انها سلة الخضار لتركيا حيث أن أفضل الخضروات تأتي من هذه المدينة الساحلية. كما ساعدت تضاريسها على حماية المزروعات من الرياح الباردة كون ان هناك جبال تحدها من الشمال تمنع الرياح الباردة من التأثير على المزروعات وتدميرها وخسارتها.
3- مدينة أردو
مدينة تقع على البحر الأسود في الشمال التركي. وهي تشتهر بإنتاج الفاكهة والتوابل مما يجعلها تكتسي من السماء بالبساتين الكثيرة والمساحات الكبيرة. لذلك يطلق عليها جنة الأرض. وأكثر ما تنتجه هذه المدينة هو البندق الذي يعتبر أفضل ما تصدره تركيا للعالم حيث بلغت الصادرات التركية من البندق ما يقارب 70% من إنتاج العالم. وهو رقم كبير جداً حيث تعتبر تركيا المصدر الأول للبندق في العالم. وهذا يعود بالفضل الى مدينة أردو التي تعتبر المنتج الأول بتركيا بسبب مناخها الحار الرطب صيفاً والممطر الدافئ بالشتاء.
4- مدينة ازنيك
عندما تسمع عن شجرة الزيتون وزيتها بتركيا فيأخذك ذلك الى مدينة ازنيك التي تقع في محافظة بورصا التركية. وما يمزي هذه المدينة رائحة الزيتون وزيتها. حيث تشتهر هذه المدينة بزراعة الزيتون وتصديره لجميع المدن التركية وغيرها خارج تركيا. ويمثل العمالة في هذه المدينة 70% فالسكان يعيشون على ما تنتجه أراضيهم. كما ان هذه المدينة تزرع الكثير من الخضروات والفاكهة بنسب أقل ويعود كل ذلك لجوها المعتدل الملائم لزراعة شجرة الزيتون وغيرها من الأشجار والخضروات والقليل من المحاصيل.
5- مدينة أزمير
مدينة مشهور جداً في تركيا كونها أرض خصبة وتزرع هذه المدينة جميع أشجار الفاكهة والخضروات والمحاصيل ولكنها تشتهر بزراعة الورود ونباتات الزينة التي جعلت سمعة هذه المدينة ينطلق في الأفق في جميع دول أوروبا. وخاصة في يوم الحب العالمي الذي يحتاج لكمية ورد كبيرة يحصل عليها أوروبا من أزمير التركية. وهذه المدينة الساحلية التي تقع على البحر الأبيض المتوسط جوها دافئ ورائع وقد تتساقط بها الثلوج بالشتاء تعتبر ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان وتعتبر من المدن الاقتصادية في تركيا. لذلك تعتبر هذه المدينة مدينة زراعية بكل جدارة لأنها متنوعة وتجد ما تريده بها من حاصلات زراعية وخاصة الورد الأزميري.
الاستيراد والتصدير للمنتجات الزراعية في تركيا
هل تركية مصدرة للمنتجات الزراعية أم مستوردة ؟! تسعى دوماً تركيا لتحقيق الأمن الغذائي وان تصبح من الدول الرائدة بالمجال الزراعة على مستوى العالم. ومع ذلك وحتى الأن هناك منتجات تركية تستوردها تركيا وأهمها الحبوب مثل القمح والشعير وعلف الحيوانات الخضراء سواء من روسيا او أوكرانيا. وتركيا تحاول ان تزرع هذه المنتجات بكميات كبيرة ولكن مازالت تعاني النقص كون أن الطلب على الخبز بتركيا كبير جداً.
أما لصادرات تركيا فأنها تصدر الكثير جداً من المنتجات الزراعية ولكن تميزت تركيا بعدد قليل من المنتجات التي لا ينافسها عليها أحد. ومثال على ذلك البندق الذي يعتبر أكثر المنتجات تصديراً من تركيا حيث أن تركيا لوحدها تنتج 70% من إنتاج العالم. ويأتي بعدها الكرز والتين والمشمش حيث أن تركيا تغطي من الإنتاج العالمي من الكرز ما يقارب 30% وتغطي من الإنتاج العالمي من التين30% أيضاً. اما المشمش فهي تغطي من الإنتاج العالمي ما نسبته 25%. مما يجعل تركيا تتصدر هذه المنتجات عن غيرها من الدول.
لذلك تعتبر تركيا دولة زراعية ومنتجة في كثير من المنتجات سواء الفاكهة أو الخضروات أو غيرها. ويبقى نقطة ضعفها الوحيدة هي الحبوب التي تسعى لتوفيرها من الداخل من خلال زيادة الرقعة الزراعية. ولكن هذا يحتاج لبعض الوقت.
العوامل التي ساعدت تركيا للنهوض بالقطاع الزراعي
1- المناخ
تعتبر تركيا من الدول كبيرة المساحة ومتنوعة المناخ مما يجعل لها غطاء نباتي متنوع نتيجة تنوع درجات الحرارة من مدينة الى أخرى. لذلك نجد تركيا تتميز بزراعة أشجار الفاكهة والخضروات والتوابل ونباتات الزينة. فتنوع المناخ داخل تركيا جلها تتصدر الدول الأولى في إنتاج المنتجات الزراعية في شرق أوروبا.
2- توفر المياه
تركيا دولة تتميز بمعدل نزول امطار عالي جداً فوق جبالها وتلالها مما جعل لها مخزن جوفي كبير من المياه. كما أن سقوط الأمطار الشبة دائم طوال السنة جل الزراعة في حالة تطور دائم. لأن أساس الزراعة واستصلاح الأراضي هو توفر الماء وبكميات كبيرة جداً وهذا متواجد في جميع مناطق تركيا.
3- الدعم الحكومي
لا يمكن استبعاد هذا العامل المهم في تبني الدولة نهج الاستثمار في الزراعة ودعمها من خلال توفير الأموال والإمكانيات الحديثة والمتطورة في المجال الزراعي. وسعت الدولة التركية في بناء اقتصاد كبير على الزراعة كونها الأهم في نهوض أي دولة تريد الاستقرار وعدم الاعتماد على الغير.
4- القوى العاملة
توفر العوامل السابقة فتح مجال كبير للتشغيل في المجال الزراعي. مما أجبر الجميع للمشاركة والعمل في هذا القطاع وخاصة بعد الدعم الحكومي الغير محدود. وهذا لم يقف على الأفراد بل كثير من الدول دخلت للاستثمار في الزراعة على الأراضي التركية وبأموال كبيرة جداً لمعرفتهم المسبقة بنجاح هذه المشاريع وخاصة لو توفر لها الدعم.
وفي نهاية مقالنا أشهر المدن الزراعية في تركيا نؤكد ان تركيا أصبحت تقترب من أن تكون من أفضل الدول الزراعية في العالم حيث ارتفعت صادراتها في اخر سنوات الى 39 مليار دولار أمريكي وهو رقم كبير جداً. وعليه تسعى تركيا لتكتفي من ما ينقصها من حبوب لتكون دائرة مغلقة من الاكتفاء الذاتي. بعد زيادة الرقعة الزراعية. لهذا نتمنى لتركيا وشعبها المزيد من التقدم في جميع المجالات وخاصة المجال الزراعي الذي هو الأساس في بناء الدول واستقامتها.