تأثير التغيرات المناخية على حياتنا كثيرة ومتعددة الجوانب. لذلك تحذر الأمم المتحدة بشدة من التغيرات المناخية التي تتصاعد وتيرتها نتيجة جشع كثير من الدول في تشغيل المصانع العملاقة وإحتراق النفط والغازات المنبعثة. حيث أن 90% من أسباب التغيرات المناخية يعود الى الفحم والنفط والغاز. حيث أن تواجد الإنبعاثات الغازية تعمل على الإنحباس الحرارة وتؤدي بالمحصلة الى التغيرات المناخية التي نلاحظها مؤخراً من أرتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية. وأرتفاع الحرارة له تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان والحيوان والبيئة من حيث انتشار الأمراض وقلة الغذاء وغيرها من المؤثرات التي قد تنغص علينا حياتنا.
أسباب تغير المناخ وآثاره
هناك عدة أسباب أدت الى تغير المناخ سنذكر أهمها وهي بالغالب ظهرت بعد الثورة الصناعية.
1- توليد الطاقة والحرارة
بدأ الإنسان بالبحث عن وسائل لتوليد الطاقة والحرارة من أجل التدفئة مما أدى لتوصله لحرق الوقود الأحفوري. حيث أن أغلب مصادر أنبعاث ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز هو الغاز والنفط والفحم الحجري. حيث تقوم هذه الغازات بظاهرة الإحتباس الحراري. ويعتمدالإنسان بشكل كبير على توليد الكهرباء (الطاقة) من هذه المصادر التي تعتبر خطر حقيقي يهدد البشرية.
2- المصانع الكبرى
تطلق المصانع الكثير من الغازات التي مصدرها في الغالب الفحم الحجري الذي له تأثير مباشر في الإحتباس الحراري وأرتفاع درجة حرارة الأرض. وخاصة مصانع الأسمنت والحديد والبلاستك والملابس وغيرهامنالمصانع المنتشرة بكثرة في زمننا الحاضر. لذلك تعتبر المصانع من الأسباب المهمة في إنبعاث الغازات في هذا العالم.
3- قطع الغابات
تعتبر الأشجار الحامي الأمين على كوكبنا من غاز ثاني أكسيد الكربون وتعويضة بالأكسجين النقي. وقطع الأشجار وعدم تعويضها بزراعة أشجار مماثلة بالعدد عمل على وجود خلل بيئي ندفع ثمنة الأن. وتأكد الأمم المتحدة أنه يتم قطع سنوياً 12 مليون هكتار من الغابات حول العالم بدون تعويض حقيقي لهذه الغابات. مما يجعل سبب قطع الغابات سبب رئيسي في تفاقم مشكلة إنبعات الغازات والإحتباس الحراري.
4- وسائل النقل والمواصلات
بعد الإنتشار الواسع للمواصلات في العالم واعتبارها جزء رئيسي من حياتنا اليومية. اصبحت اليوم مشكلة كبيرة تهدد العالم كون وسائل النقل والمواصلات جميعها تعمل على الوقود الأحفوري وخاصة النفط. ورغم المحاولات الكثيرةمن الدول على إيجاد البديل من سيارات تعمل على الكهرباء وغيرها إلا أن ذلك يتم بشكل خجول. ووسائل النقل من سيارات وسفن وقطارت وطيران تعمل على إنتاج ربع كمية الإنبعاثات الغازية في العالم.
5- زيادة إنتاج الغذاء
العالم اليوم يتجه نحو زيادة الطلب على الغذاء. وهذا أدى لزيادة الرقعة الزراعية وبالتالي زادت الحاجة الى عمل الآلات الزراعية وتوليد الطاقة سواء للتدفئة أو للعمليات الزراعية. وهذه جميعها تعمل على الوقود الأحفوري بشكل كبير. كما أن زيادة المزارع الحيوانية بشكلمبالغ فيه وخاصة الأبقار ادى لزيادةأنبعاث الغازات من ثاني اكسيد الكربون والميثان. التي تعمل على زيادة ظاهرة الإنبعات الحراري والتاثير على التغير المناخي.
آثار تغير المناخ
نتيجة الأسباب السابقة سنجد ذلك ينعكس على المناخ السائد على وجه الكرة الأرضية. لذلك سنتعرف على الآثار الناتجة عن تغير المناخ وهي كما يلي:
1- ارتفاع درجات الحرارة
في كل عام تزداد درجات الحرارة بشكل ملحوظ وزداد الشتاء دفئاً ويزداد الصيف حراً يكاد يكون شديداً. ويترتب على ارتفاع درجات الحرارة الكثير من الأضرار منها انتشار الأمراض التي لها علاقة بالإجهاد والتعب. كما تزداد حوادث حرائق الغابات. وغيرها من الأمور التي تجعل من كوكبنا غير قابل للحياة إذا استمر الإنسان بتجاهلة لتحذيرات الطبيعة.
2- زيادة شدة العواصف
أصبح من الملاحظ ظهور العواصف الشديدة وهذا طبيعي كون ان البخر أصبح أكثر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة مما يترتب على ذلك وجود كمية عالية جداًمن الأمطار المتساقطة وتشكل عواصف قوية. كذلك نجد ان الأعاصير الأستوائية أصبحت أشد ومدمرة لكل ما يقابلها. وهذا يترتب عليه المزيد من الخسائر بالأرواح والخسائر الإقتصادية من جرف الشوارع والبيوت وغيرها من مقدرات البلد.
3- زيادة الجفاف
قد يسبب الإحتباس الحراري فقد الماء في المناطق الفقيرة والتي أصلاً تعاني من الجفاف والقحط. وزيادة الجفاف والنقص المائي يؤثر بشكل مباشر على الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي مما يعني نقص في الغذاء وحدوث المجاعات. وقد يثير الجفاف عواصف رملية تجتاح المناطق الجافة وتزيد من الضرر. وهناك الكثير من المناطق وخاصة في أفريقيا تعاني من الجفاف والقحط.
4- غرق المدن الساحلية
تمتص المحيطات والبحار أكبر قدر من الحرارة مما يزيد من حرارتها وتمددها وذوبان الجليد في المناطق القطبية. مما يزيد من احتمالية تعرض كثير من المدن الساحلية لخطر الأغراق وأن تصبح هذه المدن من الماضي. كما أن أمتصاص البحار والمحيطات لمزيد من ثاني اكسيد الكربون يزيد من حموضتها وبالتالي يهدد الحياة البحرية لكثير من الحيوانات البحرية.
5- خطر الإنقراض
هناك مليون حيوان بري وبحري وبرمائي مهدد بالإنقراض نتيجة التغيرات المناخية التي أثرت على البحار والمحيطات والغابات وغيرها. مما أصبح العالم مهدد بإنقراض الكثير من الكائنات التي لها أثر وازن في التوازن البيئي. مما سيترتب على ذلك عواقب أخرى فرعية قد لا يجد لها الإنسان حلاً في المستقبل. والإنقراض سيصبح أمراً مألوفاً في السنوات القادمة وسيصبحالغن بالكاد قادر على حماية نفسة.
6- نقص الغذاء وإنتشار المجاعات
أن التطرف في ردة فعل الطبيعةمن شح المياه وحدوث الفيضانات في مناطق أخر وحدوث الاعاصير سيولد صعوبة في زراعة الأرض وإنتاج الغذاء. كما أن حيوانات المزرعة من أبقار وأغنام وغيرها سيصبح تكلفة تربتها أعلى بكثير نتيجة أرتفاع الحرارة وقلة الأعلاف وغيرها. لذلك العالم مهدد بشكل قوي بحدوث مجاعات نتيجة فقد وقلة الغذاء المتوفر في العالم. وهذا يتولد منه مشاكل فرعية صعب حلها مثل النزوح والهجرة والحروب من أجل البقاء.
7- إنتشار الأمراض
من أول هذه الامراض التي قد تظهر نتيجة التغيرات المناخية هي تلوث الهواء وصعوبة التنفس وسيصبح ضيق التنفس. كما أن الضغوط النفسية والأمراض العقلية ستكون أكثر إنتشاراً نتيجة التفكير والضغط النفسي والهجرة وقلة العمل وقلة التغذية وغيرها. وقد تشجع أضطربات المناخ الكثير من الأمراض من الإنتشار والتأثير على الإنسان والحيوان.
أن حياتنا معرضة للخطر نتيجة تمادي الإنسان بطمعة وعدم تفهمة لمتطلبات البيئة. والتغير المناخي هو عبارة عن ظاهرة مناخية طويلة الأمد تسود الأرض نتيجة عوامل طبيعية مثل البراكين والزلازل وغيرها ولكن 90% من التغير المناخي ناتج من يد البشر واستعمالهم المفرض للموراد وخاصة الوقود الأحفوري. وأكثر الدول ستكون تأثراً هي الدول الفقيرة التي لا مقومات لها للدفاع عن نفسها وخاصة من لا تملك قوت يومها ولا يوجد عندها أمن غذائي. لذلك من الضروري تجمع الجميع والبدء بأخذ خطوات فعالة وعلى أرض الواقع للحد من الإحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي قد تهدد الجميع بدون استثناء.