
حرب الأفوكادو تشتعل كل يوم فما هي تلك الحرب ولماذا تقام حرب على ثمرة الأفوكادو التي لا تعتبر أساسية؟ حيث أن الأفوكادو شجرة معمرة موطنها الأصلي أمريكا الجنوبية وخاصة في المكسيك. وتنتج ثمرة دهنية ذات طعم لذيذ سواء تم أكلها كما هي مع قليل من الليمون والملح أو كعصير حلو المذاق. فهل تستحق هذه الثمرة كل تلك الحرب الدائرة عليها؟
قصة ثمرة الأفوكادو
ثمرة الأفوكادو ثمرة غالية الثمن وخاصة في المناطق التي لا تصلح زراعتها فيها مثل أوروبا وامريكا الشمالية. وقبل التسعينيات كانت هذه الثمرة ثمرة محلية نادراً ما تسمع عنها في العالم. ولكن بعد ما سمحت أمريكا باستيرادها من المكسيك بعد منع دام 80 عاماً خوفاً من نقل الآفات الزراعية. وهنا بدأ التجار بتسويقها وعمل إعلانات تشجع على شراءها كما وصفوها بانها ثمرة الأغنياء. ومن بعدها أكدت الأبحاث أهميتها وفوائدها لصحة الإنسان زاد الطلب عليها بشكل جنوني. وبدأ تصديرها لأوروبا وتعرف عليها الأوروبيين وأحبوها بشكل جنوني. فأصبح لثمرة الأفوكادو قيمة كبيرة وأرتفع سعرها بشكل جنوني.
حتى الأن الأمور تسير على خير. ولكن تفجرت حروب الأفوكادو في المكسيك بعد تنبه مافيا المخدرات والسلاح لهذه الثمرة التي تعطي أرباحاً اكثر من تجارتهم الغير شرعية. حيث بدأت المافيا في تملك مزارع الأفوكادو والسطو على قوافل التصدير للحصول على هذه الثمرة الذهبية غالية الثمن. حتى أصبح المزارعين يخافون على رزقهم مما جعلهم يفكرون في عمل مجموعات مسلحة لحماية محصولهم. وهنا أصبح على الأشجار حراسة. وأصبحت تخرج تلك الثمار خارج البلاد من بعد حرب طاحنة بين المزارعين والمافيا.
ومن بعدها تحولت المكسيك وخاصة مناطق إنتاج الافوكادو لمناطق غنية ولسكانها دخل محترم خلال الـ20 سنة الماضية. لذلك أصبح يطلع على ثمرة الأفوكادو الذهب الأخضر كونها تدر عليهم المال المقدر بالذهب من جميع أنحاء العالم.
كم يبلغ ثمن ثمرة الأفوكادو في أمريكا وأوروبا ؟
تنتج المكسيك تقريباً نصف الإنتاج العالمي من الافوكادو. ونصيب الفرد من الأفوكادو في أمريكا قبل 20 عاماً كان 2 رطل في السنة أما الأن تضاعف لـ 8 رطل. وفي أوروبا تضاعف استهلاك الفرد اكثر من خمس مرات من ثمرة الأفوكادو. وطن الأفوكادو في المكسيك يباع بـ 2000 دولار. بما أن المزارع يبيع كيلو الأفوكادو بـ 2 دولار وتصل بالمتوسط للمستهلك بـ 3 دولار وقد ترتفع عن ذلك في أوروبا وبعض المناطق الباردة حسب المسافة وظروف الاستيراد والتصدير.
لماذا لا تزرع الدول الأفوكادو ؟
المشكلة الكبيرة لدى الدول هي توفير المياه والأفوكادو يستهل 4 أضعاف ما تستهلكه أشجار الفاكهة الأخرى. مما يجعل الاستيراد خيار أفضل وأرخص للدول حتى لو وصل سعر حبة الأفوكادو 3 دولار. لأن من يريد شراءها هم الأغنياء ولكن ليس على حساب الفقراء. فالدول تعتبر توفير مياه الشرب لشعوبها أولوية لا يمكن المس بها. أما بالنسبة لأوروبا فمناخها غير مناسب والأفوكادو يحتاج الى حرارة عالية مما يجعل تكلفة زراعتها اعلى من استيرادها.
فوائد الأفوكادو الصحية
تعتبر ثمرة الأفوكادو من الثمار المفيدة والمهمة لصحة الإنسان حيث أنها تعمل على:
- تحمي القلب والشرايين حيث تحتوي على عنصر البوتاسيوم المهم الذي يعمل على ضبط ضغط الدم في الجسم. مما يقلل من فرص حدوث أمراض القلب والشرايين. كما أنها ترفع من نسبة الكوليسترول النافع وتقلل من الضار مما يجعلها ثمرة صديقة للقلب تحمية من جميع المشاكل.
- تخلص الجسم من الوزن الزائد. قد يعتبرها البعض أنها عالية السعرات ولكن هي تشعرك بالشبع مما يجعلك تأكل كمية قليلة عند تناول الوجبات. كما أنها غذاء متكامل. كما ان الألياف الكثيرة تعمل على تسهيل عملية الهضم ومنع الانتفاخات.
- تعمل على الوقاية من الالتهابات كونها تحتوي على الاحماض الدهنية الغير مشبعة التي بدوها تمنع الالتهابات. كما تحتوي على مضادات الأكسدة المهمة لمنع الالتهابات.
- تساعد على امتصاص الكثير من العناصر والفيتامينات التي تحتاج للدهون للامتصاص واستفادة الجسم منها. فهي تعتبر صحية وتحتوي على دهون وزيوت صحية.
- يحمي من أمراض السرطان وخاصة البروستاتا كونه يحتوي على مضادات الاكسدة ومواد مثبطة لنمو الخلايا السرطانية. كما أن الافوكادو يصلح لمن يتناول العلاج الكيميائي.
- يحمي العيون والعظام كونه يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية لتقويتهما. والأهم من كل هذا أنه يحسم المزاج ويمنع القلق والأرق ويجعل الجسم أكثر نشاطاً وحيوية.