
كيفية زراعة الطماطم من البذور والأشتال؟ وهل يمكن زراعتها في المنزل فوق الأسطح والحديقة المنزلية ؟ في عالم الزراعة لا يوجد مستحيل والأمور تسير بكل بساطة إذا تعرفنا على اساسيات زراعة الطماطم والعوامل المساعدة في ذلك والاحتياجات المهمة. لذلك في هذا المقال سنتعرف على زراعة الطماطم بالتفصيل لنتمكن من زراعتها في أي مكان نريده سواء بزراعتها في الأرض المكشوفة أو المحمية أو حتى في المنزل.
تعتبر الطماطم من النباتات المعمرة التي تنمو في موطنها الأصلي أمريكا الجنوبية. لذلك هي من النباتات التي إذا وفرت لها درجات الحرارة المناسبة للنمو ستجدها تنمو بشكل سريع وتعطي إنتاجاً غزيراً. كما أن الطماطم تعتبر من أكثر النباتات طلباً في الأسواق مما جعلها سلعة ذات قيمة اقتصادية عالية يمكن الربح والاستثمار بزراعتها.
زراعة الطماطم بالتفصيل
يتم وصف نباتات الطماطم بأنها نباتات عشبية معمرة في بلادها الأصلية وحولية في مناطقنا المعتدلة الدافئة. وتمتلك أزهار خنثى ذاتية التلقيح. ولها ساق قائم يتخشب قليلاً عند التقدم بالعمر وقد يتم تسليق منها الأصناف غير محدودة النمو. وللطماطم فوائد غذائية كونها غنية بالعناصر الغذائية الصحية. والطلب يزداد عليها عام بعد عام في الأسواق المحلية والعالمية.
الاحتياجات البيئية الضرورية لزراعة الطماطم
1- التربة المناسبة لزراعة الطماطم
يمكن زراعة الطماطم في جميع الترب الزراعية بشرط ان تكون جيدة الصرف وخالية من الآفات الزراعية وأهمها النيماتودا. كما من الضروري أن يكون درجة الحموضة تتراوح من 5.5-6.5 أي أن الوسط يميل للحموضة. وفي التربة الرملية تعطي إنتاج مبكر ولكنه أقل نوعاً وكماً. وفي التربة الطينية تعطي كمية أكبر من المنتج كماً ونوعاً.
2- الحرارة المناسبة لنمو وزراعة الطماطم
نباتات الطماطم من النباتات الصيفية التي تحتاج لنموها درجة حرارة عالية نسبياً لإنبات البذور أو نمو الأشتال أو الأزهار والعقد وهي تتراوح من 18-27 درجة مئوية أي أنها تحتاج لموسم دافئ. والزيادة بدرجة الحرارة عند الإزهار تسبب تساقط الأزهار وقلة الإنتاج. وفي حال انخفاض الحرارة بدرجة كبيرة يؤدي ذلك لوقف النمو وقد يتسبب بموت النباتات.
3- الضوء المناسب لنباتات الطماطم
يعتبر الضوء مهم جداً لنمو النباتات كونه العنصر الأساسي في عملية البناء الضوئي وتكوين الغذاء للنباتات. ولكن النبات يعتبر محايد للضوء من حيث الإزهار. أي أن عمليه الإزهار لا تتأثر بالضوء. ولكن نق الفترة الضوئية أقل من 10 ساعات يقلل من نمو الطماطم وإنتاجها. ووصول الضوء لأقل من 6ساعات يتوقف النمو وقد يتسبب في موت نباتات الطماطم.
4- الرطوبة المناسبة لنمو وزراعة الطماطم
كقاعدة عامة زيادة الرطوبة يؤدي لانتشار الامراض وخاصة الفطرية بعد زراعة الطماطم. ونقص الرطوبة يؤدي لجفاف المياسم وتساقط الازهار وقلة الإنتاج. لذلك من الضروري الاعتدال بالري وان لا تزيد الرطوبة عن 50-70%. وهذا يحدد بعدة عوامل سنتناولها فيما بعد عند خدمة محصول الطماطم.

مواعيد زراعة الطماطم
نباتات الطماطم نباتات صيفية لنموها تحتاج لجو دافئ طوال الموسم. ولا تتحمل الطماطم الصقيع أو درجات الحرارة العالية التي تتجاوز الـ30 درجة مئوية.
1- زراعة الطماطم بالأراضي المكشوفة
الزراعة المكشوفة تعتمد على الظروف المناخية السائدة في المنطقة. وكون ان النبات صيفي فهو يزرع في بداية الربيع بشهر 3 من كل عام ويمكن أن تتأخر لشهر 4 في المناطق المرتفعة أو تتقدم بشهري 1-2 في المناطق المنخفضة عن سطح البحر.
كما يمكن تقديم الزراعة عن موعدها الطبيعي في حال الزراعة بواسطة الأنفاق وتغطيت النباتات في بداية عمرها. أو زراعة الطماطم على مصاطب مغطاة بالملش الذي يعمل على رفع درجة الحرارة 2-3 درجات مئوية للتربة.
2- زراعة الطماطم بالبيوت المحمية
كون النبات نموه يعتمد على درجة الحرارة يمكن للنبات أن ينمو ويستمر بالنمو بوجود الحرارة. وهناك أصناف يطلق عليها غير محدودة النمو وهي أصناف متسلقة تنجح زراعتها في البيوت المحمية. والبيت المحمي وظيفته زراعة النباتات بغير موعدها. لذلك يمكن زراعة الطماطم في الشتاء مع المحاصيل الشتوية.
حيث يتم زراعة الطماطم داخل البيوت المحمية بنهاية شهر 8 حتى نهاية شهر 9 من كل عام. ويستمر النمو حتى شهر 6-7 من العام القادم. أي ان النبات يمكث بالتربة 9-10 شهور ويعطي إنتاج عالي جداً.
وزراعة الطماطم في البيوت المحمية مجدي اقتصادياً ولكن يحتاج لاهتمام زائد كون أن البيت المحمي مرتفع الرطوبة والحرارة وذلك قد يؤدي لانتشار الامراض. كما ان ارتفاع الحرارة فوق الـ30 درجة مئوية يؤدي جفاف المياسم وقله الإنتاج.
طريقة زراعة الطماطم
زراعة الطماطم تتم بعد طرق وأهمها الزراعة على خطوط أو أثلام أو الزراعة على مصاطب. ومن المفضل الزراعة على مصاطب لما لهذه الطريقة من فوائد بالتخلص من الماء الزائد حول الجذور وطرد الأملاح.
وتزرع الطماطم على مسافات محددة ومدروسة لتعطي لكل نبات احتياجاته من مساحة الجذور وكمية الضوء وأن يكون النبات بعيداً عن المنافسة التي تعيق نموه او تقلل من انتاجه.
في حال الزراعة على خطوط 40*70سم في الزراعة المكشوفة. اما في الزراعة المحمية تكون المسافة أكبر وهي 50*120سم وهذا لمنع الامراض الفطرية خاصه. وبالطبع الخط يعبر عنه عملياً بخط الري الجاهز والمثقب على مسافات 40-50سم.

1- زراعة الطماطم بالبذور
يمكنك شراء البذور من المشاتل وأصحاب المحلات الزراعية. ولكن مع ضرورة اختيار مصدر موثوق ومجرب من قبل. حيث يتم زراعة البذور في صواني مخصصة للزراعة وتكون مليئة بالتربة الزراعية الصناعية. حيث تغرس البذور في عيون الصواني ويتر ريها ري غزير ومن ثم كمرها لعدة أيام حتى تبدأ البذور في النمو. ومن بعدها يمكن رشها رشة وقائية من المبيدات الفطرية والحشرية. وبعد 35 يوماً يمكن نقلها الى الأرض المستديمة. ونحتاج من بذور الطماطم لزراعة دونم واحد 150-170 جرام وهي كمية كافيه حيث أن بذور الطماطم صغيرة جداً.
2- زراعة الطماطم بالأشتال
تعتبر زراعة الطماطم بالأشتال هي الطريقة الاقتصادية والمثلى كونها تعطيك أشتال جاهزة قوية من مصدر موثوق. ولا تدخل في مرحلة صعوبة إنبات البذور التي قد تواجه الكثير من المعوقات. كما انها توفر لك شهراً تستطيع فيه تجهيز الأرض من حراثة وتعقيم وتميدي لشبكة الري. او حتى استغلال المكان بزراعة نباتات قصيرة الفترة الزمنية. وتتم زراعة أشتال الطماطم بوجود الماء لضمان التصاقها بالتربة. ولا ننسى أن تكون رية الزراعة تحتوي على أحد المبيدات الفطرية للوقاية من أمراض التربة. ونحتاج من اشتال الطماطم لزراعة دونم واحد 2400 شتلة.
خدمة محصول الطماطم
بعد زراعة أشتال الطماطم في الأرض المستديمة فهي تحتاج لخدمة وعناية وخاصة في بداية النمو. ومن هذه الخدمات المهمة هي كما يلي:
- الري والتسميد : تتم رية الزراعة مباشرة عند زراعة الأشتال ومن بعدها يتم الري بشكل منتظم حسب درجات الحرارة والتربة وعمر النبات. ولا يفضل زيادة الري بشكل كبير حلا لا تنتشر الأمراض. أما للتسميد لا يتم إلا من خلال الري بحيث نبدأ به بعد أسبوعين من الزراعة. ومن المهم الاهتمام بالتسميد قبل الزراعة وبعد الزراعة لتكون الزراعة ناجحة.
- الخف والترقيع : العمليتين يتم عملهما في حال زراعة الطماطم بالبذور في الأرض المستديمة وهذا غير معمول به. أم الترقيع هو السائد في زراعة الطماطم كون الزراعة تتم بواسطة الأشتال. والترقيع عبارة عن إعادة زراعة الجوار الغائبة التي ماتت أو الضعيفة.
- العزق والتعشيب : حيث أن عملية تحريك التربة والتخلص من الأعشاب تعتبر من العمليات المهمة في تقوية النبات وخاصة الطماطم. حيث تمنع المنافسة ونقل الأمراض وتقلل الأملاح.
- التسليق والتقليم : عمليتين مهمتين لنباتات الطماطم المزروعة داخل البيوت المحمية. حيث أن التسليق وتربية النباتات بشكل رأسي على فرع رئيسي يعتبر من اساسيات زراعة الطماطم في البيوت المحمية. كما أن التقليم مهم جداً داخل البيوت المحمية كونه يزيد من التهوية ويقلل من الرطوبة وبالتالي يقلل من الأمراض.
- التلقيح والاخصاب : تعتبر نباتات الطماطم من النباتات ذاتية التلقيح والاخصاب كون الازهار خنثى ولكن داخل البيوت المحمية لا توجد حركة للهواء ولا حشرات لنقل حبوب اللقاح. لذلك نعتمد في ذلك على تحريك النباتات لإحداث تلامس للأعضاء المذكرة والمؤنثة في نفس النبات بواسطة الضرب على السلك أو باستخدام النحلة الكهربائية أو أدخال النحل الطنان و يمكن استعمال الهرمونات في حال ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة.
نضج وحصاد الطماطم
يبدأ نبات الطماطم بالإثمار بعد شهرين في الزراعة المكشوفة في الأصناف محدودة النمو. اما في البيوت المحمية يبدأ الإنتاج بعد 90 يوماً. وبعد ذلك تتوالى عملية القطف كل يومين أو ثلاثة أيام حسب درجات الحرارة. ويمكن قطف ثمار الطماطم وهي مكتملة النمو وغير ناضجة بلون أخضر ذات صرة صفراء وذلك بهدف التصدير للأسواق البعيدة. أما بالأسواق القريبة يمكن قطفها مكتملة النمو والنضج بلون أحمر. يعطي الدوم الواحد بالزراعة المكشوفة 3-4 طن وفي الزراعة المحمية يعطي الدونم 15 طن وذلك حسب الصنف وعمليات الخدمة والمتابعة من تسميد وري ووقاية وعلاج وغيرها من عمليات الخدمة.
زراعة الطماطم في المنزل
نبات الطماطم من النباتات القوية التي قد تتحمل الظروف السيئة ولكن ذلك يؤثر على إنتاجها. وهناك حد أدنى لمتطلبات زراعة الطماطم في المنزل وهي :
- زراعة الطماطم في مكان تصله الشمس بشكل مباشر بما لا يقل عن 6 ساعات.
- عدم وجود عائق مثل المباني العالية في المنزل المراد الزراعة على سطحه أو حديقته.
- اختيار الأصيص المناسب الذي لا يقل حجمة عن 20 لتراً.
- يفضل استعمال التربة الصناعية الخفيفة والغنية بالمادة العضوية.
- من الجيد توفر بيت محمي فوق المنزل في حال الزراعة بشكل اقتصادي.
- يمنع استخدام المبيدات بجميع أنواعها في زراعة الطماطم داخل المنازل.
- يفضل دوماً التسميد والري بشكل منتظم وحسب الحاجة لمنع ظهور الأمراض.

وتعتبر الزراعة فوق السطح هي الأفضل كونك تخرج من مشكلة توفر ضوء الشمس المباشر. وفي حال كانت الزراعة في البلكونة أو في الحديقة المنزلية يفضل ان يكون اتجاها شرقي أو شرقي جنوبي لتوفير اكبر قدر من أشعة الشمس المباشرة.
كما يجب أن تعلم ان الكميات التي قد تتحصل عليها من الإنتاج ستكون اقل من الطبيعي ولكن ذلك يعوض من خلال نوعية المنتج كونه عضوي خالي من متبقيات المبيدات.
ومن الجدير ذكره أن الطماطم يمكن زراعتها من خلال نظام الزراعة المائية وهي طريقة سهلة وبسيطة يمكن تعلمها بتعلم اساسيات التسميد ومعرفة كيفية يعمل المحلول المغذي. وهي ليست فقط طريقة زراعية بل أصبحت طريقة جمالية وخاصة لمن يملك مساحة معقولة في منزله.
وفي نهاية مقالنا عن كيفية زراعة الطماطم يمكن القول ان زراعة الطماطم سهلة وبسيطو ولكنها تحتاج لرعاية واهتمام من قبل الزارع. وعليه يجب الاهتمام بالتسميد والري والتقليم والتسليق ومكافحة الأمراض وغيرها لتحصل على نباتات قوية وتعطي إنتاج عالي.