من هنا و هناك

موضوع عن الأخلاق

موضوع عن الأخلاق
موضوع عن الأخلاق

الأخلاق عنوان كل الحضارات التي ظهرت في الماضي والحاضر وهي أيضاً عنوان أختفائها. فأي مجتمع خالي من الأخلاق لا هوية لة ولا يمكنة أن يستمر طويلاً. حيث ان ضياع الأخلاق يضيع معها العدالة الإجتماعية ويسيطر القوي على الضعيف ويموت الحق بمهدة. وهنا نعلم لماذا لم تنزل الرسالة المحمدية في أوروبا بين الغابات والأنهار وجمال الطبيعة وخاصة أنهم علمونا أن الحضارة تبنى على ضفاف الأنهار , ولكن جاء الإسلام ليقول أن الحضارات تقام على ضفاف القلوب. حيث قال محمد (ص) “إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق!”. فلا يمكن أن تبني حضارة تستمر طويلاً في مجتمع فاقد للأخلاق فهي الحكم بين الحق والباطل وإلا على ماذا نحتكم عند اختلافنا. فدعونا نرى أخلاق كفار قريش التي فقدها كثير من مسلمون اليوم.

أخلاق العرب قبل الإسلام

في قريش كان هناك رجلاً يطلق علية أبا الحكم لحكمتة بين قومة ولكن أطلق علية الرسول الكريم أبا جهل. ورغم ذلك يتمتع هذا الرجل بالأخلاق. حيث لامتة قريش أنة لم يقتحم بيت محمد فقال جملتة الشهيرة ” وتقول العرب هتك عمرو بن هشام “أبو جهل” حرمة بيت محمد وروع بناته!” هنا تظهر الأخلاق العربية وكيف يقدسون حرمة بيوتهم حتى لمن يريدون قتلة. فرغم العداوة إلا أن اخلاقة منعتة من تجاوز الخطوط الحمر. فالعرب تحكمهم أخلاق جاء الأسلام ليكملها ويجعلها مربوطة برسالة السماء ليعم العدل والسلام في المجتمع. فهذا حال من كان كافراً وخارج عن شرعك ودينك فكيف من قال عنهم الرسول الكريم أن دمائكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا. فأنشروا الأخلاق فإنها سلاح يحمي المجتمع من الإنحلال والضياع.

ولا أريد ان أذكركم بقصة أبي سفيان مع هرقل الروم عندما سألة عن الرسول الكريم وصفاتة وأجابة أبي سفان بأنة صاحب نسب وأخلاق. ولم يكذب بذلك أبي سفيان قط على هرقل. وقال ابي سفيان جملتة الشهيرة “لولا مخافة أن يؤثر علي الكذب لكذبت” وهذه كلمة تكتب بماء الذهب فكيف لكبار القوم أن يكذبوا. وهذا المبدأ معمول به عند العرب بقولهم الرائد لا يكذب أهلة. وهذا تصديقاً لقول الرسول أن المؤمن لا يكذب فالكذب مفتاح كل الذنوب. فمجتمع ينتشر به الكذب لا تعول علية كثيراً في نهضة ونمو وتطور , لذلك علموا أولادكم الكذب يهدم الثقة حتى تصبح صفة مطبوعة لا يؤتمن من بعدها أحد على أحد.

أخلاق العرب بعد الإسلام

الأخلاق سر النجاح في الدنيا والأخرة وهي باب من أبواب دخول الجنة حيث قال الرسول الكريم ” إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا”. الأخلاق سلاح المؤمن فزواج خديجة من رسولنا الكريم كلمةالسر هي الأخلاق وزواج والد (ثابت بن النعمان) أبا حنيفة بأمة هي الأخلاق, وكلنا يعلم قصة والد أبا حنيفة عندما أكل من البستان عندما كان جائعاً ولكن بدء يلوم نفسةعلى اكل التفاحة من البستان فذهب الى صحاب البستان ليدفع ثمنها أو يعمل عندة بثمنها. ولكن صدقة وحرصة على الحلال جعل من صاحب البستان يريد منة بثمن التفاحة أن يتزوج أبنتة. فهذا الشاب كنز ثمين ليس بالمال بل بالأخلاق. فوافق ونتج هذا الزواج عن أبا حنيفة أحد الأئمة الأربعة.

ولاننسى قول الرسول لمعاذ أطب مطعمك تكون مستجاب الدعوة. فالأخلاق قوانين تحكم المجتمع وتبني لة سوراً يحمية من الضياع واكل حق الغير والعيش بالغابة يأكل بها القوي الضعيف. والأمثلة على الأخلاق كثيرة ولا تحصى ومن أهمها على الأطلاق وصف الله عز وجل رسولة الكريم بصفة الأخلاق. حيث قال تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم” فالأخلاق فوز بالدنيا والأخرة.

وفي نهاية موضوعنا عن الأخلاق نحتاج لتعريف للأخلاق. حيث عرف علماء الإجتماع الأخلاق بأنها مجموعة قيم جالبة للخير طاردة للشر ويتميز بها الإنسان عن غيرة من المخلوقات. وتندرج تحت الاخلاق الكثير من الصفات منها ما هو منزل بالكتب السماوية مثل الصدق والامانة والعدل وغض البصر وغيرها ومنها ما هي مجتماعية كالإلتزام بالقوانين بالدولة والعادات والتقاليد وغير ذلك. فعلموا أولادكم أن الأخلاق فهي سراج وسيف يحمي مجتمعنا من الضياع. فمن أراد الخير لأبناءة علية بتعليمهم الأخلاق. وديننا الإسلامي ينشر الأخلاق فكما قالوا الخلق دين بحد ذاتة. فلا تجعلوا مجتمعنا ينفصل عن أخلاق ديننا الحنيف الذي هو نبراس لمن أراد تعلم الأخلاق.

السابق
طرق التخلص من البعوض

اترك تعليقاً