
لماذا يكسر القاضي سن قلمه عند النطق بحكم الإعدام ؟
ان كسر سن قلم القاضي عند الحكم بالاعدام لا يلاحظها أحد في المحاكم , رغم أنها قديمة ولها تاريخ طويل , و البعض شاهدها ولا يعرف ما سبب تصرف القاضي , فالحكم الذي ينطقه القاضي صعب يجعل الكثيرون لا ينتبه لهذا التصرف , وفي هذا المقال سنعرف ما هو سبب كسر القاضي سن قلمه عند النطق بحكم الاعدام .
أن كسر سن القلم له رمزية عند القاضي حيث يمثل القرار الصعب الذي جاء بعد تفحص دقيق للأدلة , فالقلم يكسر سنه كدلالة على لا عودة عن القرار و أنه من الصعب العودة للوراء , كما يعبر عن غضب القاضي الذي لم يجد مفر من منع حكم الاعدام فكل الادلة ضد المحكوم , وعلى ذلك تفسر هذه الحالة عن الغضب و الانزعاج من انهاء الحياة .
و يرجع كثيرون هذا التصرف لحالة نفسية للقاضي كتخليص من الذنب , وهو تصرف غير ارادي تطور مع الزمن ليصبح تقليد يلاحظ في كثير من المحاكم , ففي النهاية القاضي انسان له انفعالات حزن و غضب تتجسد في كسر سن القلم .
الحكم الشرعي للإعدام :
يعتبر الإسلام حكم الاعدام من الضروريات لحفظ الدين و النفس و النسل و المال و العقل , ويعبر عنه في الاسلام بكلمة القصاص , وحكم القصاص هي في أمور محدودة , وفرض هذا الحد كعقوبة لحماية المجتمع لقولة تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة/179.
كما خفف الله على البشر هذا الحد للدية بموافقة أهل الضحية مما جعل الأمر أوسع بكثير على البشر في تيسير أمور حياتهم , فالاسلام لا يبحث عن العقوبة لمجرد العقوبة بل لحياة أفضل للبشر في تحقيق العدل .
أما التخلص من حكم الاعدام و منعة هو حرمان المجتمع من الامان وظلم للمجتمع وحماية المجرم على حساب الكل , فالحد هو رادع قوي لأي مجرم متعمد التعدي على الأخرين .
مواصفات القاضي العادل :
أن تولى القضاء لأمر صعب على اي شخص لذلك أن يكون قوياً و أميناً ليحقق العدل ويشترط فيه :
- أن يكون بالغاً عاقلاً لا يتحكم بتصرفاته أي أحد تحت اي ظرف فهو قوة لا تخضع لأي سلطة بشرية .
- أن يكون رجلاً , ليس تقليلاً من المرأة بل لتحملة مشقة الاطراف المتخاصمة .
- أن يكون مسلماً لأن الحكم و المرجعية هو القرآن والسنة في ديار الاسلام .
- أن يكون مشهود له بالعدالة و عدم الظلال و الفسق في المجتمع .
- أن يمتلك كل الحواس فلا يكون اصم أو اعمى أو أخرس و هذا من متطلبات القضاء .
- أن يمتلك القدرة على الاجتهاد و المعرفة بكل الأمور الحياتية و غيرها ليتمكن من استنباط الاحكام خاصة الجديدة .