
لماذا تصنع الشركات الكبرى منتجاتها في الصين
تحرص الدول دائماً على بناء المصانع على أراضيها لزيادة حركة التجارة و خاصة التصدير , فالولايات المتحدة الأمريكية تقوم بجهود كبيرة لمنع الشركان الكبيرة خاصة الأمريكية و خاصة شركة أبل من العمل بالصين و لكن بدون جدوى فلما تختار هذه الشركات الصين الخيار الوحيد لبناء شركاتها العملاقة رغم معرفة هذه الشركان أن الصين هي العدو الأول لأمريكا , فلمعرفة السبب تابعنا في هذا المقال .
لماذا الصين هي المقر للشركات الكبرى؟
أولاً : إمتلاك الصين لأكبر إحتياطي للعناصر النادرة بالعالم
تعتبر المعادن النادرة هي القوة الحقيقية التي تملكها الصين , حيث أن هذه المعادن تدخل في الصناعات الكبرى مثل الهواتف و شاشات التلفاز و الصواريخ و صناعة بطاريات السيارات و غيرها و هذه العناصر تمثل 17 عنصراً و نادراً ما تتواجد بالقشرة الأرضية بشكل تجاري إلا أنها تتوفر بالشكل التجاري فقط في الصين و لك هذه الإحصائيات لإنتشار المعادن النادرة حول العالم .
كما تلاحظ أن الصين لوحدها تنتج 120000 طن و الإحتياطي 44 مليون طن و يليها أمريكا تنتج 20000طنو الإحتياطي 1.4طن , أي أن الصين تملك احطياطي العالم من المعادن النادرة , كما يجب أن تعلم أن هناك صعوبة بإستخراج هذه المعادن من الأراضي الأمريكية لعدة أسباب :
- وجود صعوبة بالحصول على مصدر للمعادن النادرة بشكل تجاري يغطي تكاليف الإستخراج .
- تكلفة البحث و الإستخراج للمعادن سيرفع من سعرها و بالتالي لن تنافس الصين .
- المجتمع المؤسسات الأمركية تفرض مبدأ الإستخراج للمعادن لأسباب صحية مثل إنتشار الأمراض و السرطانات التي تنتج من معاملات تلك المعادن قبل إستخدامها .
و كل هذه الأسباب غير موجودة بالصين فهي تملك الخبرات و المعدات و الأرضية الخصبة لإستخراج المعادن النادرة مما يجعلها المنتج الرئيسي و المصدر الأول للعالم بنسبة تتعدى الـ80% .
و ترجع مشكلة الولايات المتحدة الأمريكية الحقيقة أنها تستورد أكثر من 90% من هذه المعادن من الصين , و لحتى هذه اللحظة لا يوجد لأمريكا حلول لهذه المشكلة ,لذلك نجد صعوبة لإقناع الشركات الكبرى من بناء مصانعها في أمريكا و تفضل الصين .
كما أن ما تخاف منه أمريكا ليس فقط هذه الشركات الكبرى أنها خارج أراضيها بل أن الصناعات العسكرية الأمريكية تعتمد بشكل كبير على المعادن النادرة مما يجعل الصين تملك السلاح القوي ضد أمريكا .
ثانياً : إمتلاك الصين للكادر البشري الكبير
لا يخفى على أحد ان الصين هي الدولة رقم واحد بالنسبة لعدد السكان و هي الأقدر على توفير الاف العمال خلال ساعات ,حيث يمكن للشركات توفير الاف الوظائف بشكل يومي و في مدينة واحدة و هذا أمر غير ممكن في دولة غير الصين , فالكادر البشري الموجود بالصين هو كنز حقيقي لأي شركة تريد إنجاز عملها بشكل سريع و وقت قياسي .
أما النقطة الثانية المهمة في هذا البند هي أن الصين تعتبر أكبر سوق مستهلك بسبب الزيادة بالسكان كما أن الدول المجاورة أيضاً تملك كثافة سكنية عالية و بالتالي سهولة تصريف المنتج بشكل أسرع , و هذه النقطة مهمة للشركات فالصين سوق حقيقي يجمع كل تجار العالم حالياً .
ثالثاً : إمتلاك الصين تكلفة أجور منخفضة
نتيجة التنافس الشديد على فرص العمل فإن الأجور للعمال الصينيين منخفضة , إلا أن هذه الحقيقة تختفي يوم بعد يوم حيث أن الأجور بدأت بالأرتفاع تدرجياً إلا أن الأجور تبقى معقولة للشركات الكبرى حيث أن تكلفة الأجور في الولايات المتحدة عالية مقارنة بالصين , و عليه تبقى الصين هي البلد الأنسب من كل شيء لإنشاء الشركات الكبرى .
و بالحقيقة أن الصين جمعت مقومات النجاح كاملة لجذب الشركات الكبرى , حيث صرح المسؤول الأول في شركة أبل أن الصيح تحتوي على جميع المقومات للعمل فإن أحتجت لأي شيء من مدخلات الإنتاج فإنك ستأتي به خلال دقائق و لن تحتاج لايام من الإنتظار كما هو حال أغلب الدول , فالصين جمعت الإستثمار على أراضيها و جعلت من نفسها قوة إقتصادية لا يستهان بها .
فالصين مركز تجاري مهم يملك العقول و الكوادر و الإمكانيات و سهولة الوصول وهو سر النجاح لأي بلد يريد النجاح , كما من الجدير ذكرة ان الصين من المتوقع ان تقود العالم بالأعوام القادمة و أن تحتل عملتها المركز الأمن لكثير من المستثمرين حول العالم .